الخميس، 4 ديسمبر 2014

العلاقة بين العقل والجسم - كيف تؤثر المشاعر والأفكار على الصحة الجسدية؟

إن الأشخاص الذين لديهم وعي وإدراك لأفكارهم ومشاعرهم وكيفية تأثير ذلك على تصرفاتهم وحياتهم، يمكن القول بأن يتمتعون بصحة نفسية جيدة، ذلك لأنهم تعلموا التعامل مع الضغوطات التي من الممكن القول بإنها أصبحت تمثل جزءً من حياتنا اليومية.

ولكن بالرغم من قدرة البعض على التكيف مع الضغط النفسي إلا أن الكثير من الناس لا يملكون هذه القدرة، بل إن البعض لا يكاد يعي مدى أهمية التحكم بالأفكار والمشاعر لجهلهم بأن لها علاقة بصحتهم، وبأنها من الممكن أن تؤثر عليهم سلباً أو إيجاباً.

بعض المواقف التي يمر بها الإنسان تكون ذات تأثير قوي على حالته النفسية بحيث لا يستطيع تجاهلها أو التعامل معها والذي يُحدث بدوره حالة من عدم التوازن النفسي ينتج عنه مع مرور الوقت أعراض مرضية وهذا ما يعرف ب(علاقة العقل بالجسد). من هذه المواقف ما قد يكون بمثابة الصدمة أو ما يسبب الحزن الشديد، القلق المفرط، الغضب، اليأس وغيرها مثل (وفاة شخص عزيز، ترك العمل، المشاكل المادية، حدوث طلاق، التعرض لحادث) وهناك أيضا الجيد منها والذي قد يسبب أيضا التوتر لبعض الأشخاص بنفس القدر مثل (الإنتقال إلى بيت أو بلد جديد، الإقبال على الزواج، الإنجاب).


أجسامنا تتفاعل وتتأثر مع ردود أفعالنا ومع ما نفكر ونشعر به، فعندما نمر بوقت عصيب يؤثر علينا سلبا، تحاول أجسامنا التواصل معنا من خلال إشارات معينة تدلنا على وجود خلل في توازننا، من هذه الأعراض:
- ارتفاع ضغط الدم


- الإصابة بقرحة وآلام المعدة


- الصداع أو الدوخة
- الأرق
- آلام في الصدر وصعوبة في التنفس
- تشنجات في العضلات
- آلام المفاصل والرقبة
- الإسهال أو الإمساك
- تسارع نبضات القلب
- تغيرات في وزن الجسم (نزول أو اكتساب وزن)

 من الضروري أن نذكر هنا أن هذه الأعراض قد تكون ناتجه عن مشاكل عضوية أخرى أو أمراض معينة، إلا أننا نتحدث هنا بشكل عام عن الأشخاص اللذين ليست لديهم مشاكل صحية مزمنة، وبالتالي لا يجب إهمال الجانب النفسي عند شعورهم بأحد الأعراض التي ذكرناها سابقا.

 أول ما يتأثر باختلال التوازن في الجسم هو جهازنا المناعي، فالإشخاص الذين يعانون من القلق والضغط النفسي هم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد وبالعدوى، يمكن أن يعزى ذلك إلى كون الكثير من الأشخاص يهتمون بصحتهم بشكل أقل في هذه الأوقات فلا يمارسون الرياضة وتقل رغبتهم في تناول الأطعمة الصحية حتى أن البعض يتوقف عن تناول الأدوية والمكملات الغذائية الموصوفة لهم من قبل طبيبهم الخاص وفي المقابل يلجأون للتدخين بكثرة، تناول المشروبات المنبهه والأطعمة السكرية العالية بمحتواها من السعرات الحرارية المنخفضة القيمة الغذائية والذي قد يكون تفسيرا منطقيا لتقلبات الوزن التي يعاني منها البعض في مثل هذه الأوقات.

كيف نحسن صحتنا العقلية والنفسية؟

1- أولا وقبل كل شيء، علينا أن نتعلم أن نفهم مشاعرنا والأسباب التي تؤدي إلى إحداث فكرة أو شعور معين لدينا، تحديد المصدر المسبب لشعورنا بالقلق أو الضغط أو الإضطراب يساعدنا في التعامل مع هذه المشاعر بشكل أفضل (معرفة المشكلة هو نصف الحل).

2- عبر عن نفسك بطريقة مناسبة، فالكبت هو أسوأ ما يمكن أن تفعله، هذه المشاعر السلبية منها خاصة لا يجب أن تحسبها في داخلك، بل عوّد نفسك على مشاركة أفكارك ومشاعرك مع شخص عزيز عليك، فرد من العائلة، طبيبك، أو أي شخص تثق به وبقدرته على مساعدتك في التغلب على هذه المشاعر.

3- الروحانية هي عامل مهم في تمتع الإنسان بالسلام الداخلي والطمأنينه وقدرته على التعامل مع المشكلات، فالإيمان والثقة بوجود الخالق، وبأنه قادر على أن يعينك على تخطي أصعب الظروف والمواقف هو بحد ذاته علاج ووقاية. 

4- حافظ على نظام حياة صحي متوازن، لا تضخم الأمور ولا تترك الهواجس تتملكك، هذا لا يعني بأن عليك ان تتظاهر بشعورك بالسعادة في حين أنك تشعر بعكس ذلك، ولكن الدراسات تشير إلى أن توجيه الأفكار نحو الإيجابية حتى في الظروف السيئة يسهم في تحسين نفسية الشخص ويزيد فرص قدرته على التعامل معها بشكل سليم، من الطرق التي بإمكانك اتباعها هو تركيز تفكيرك على الجوانب الإيجابية في حياتك، فكر فيما يجعلك سعيدا وفي الأشياء التي تملكها وتشعرك بالإمتنان، البعض يجد كتابة المذكرات مفيدة بحيث يقومون بقراءتها لاحقا، اكتب لائحة بما تحب وما يسعدك وماهو جيد في حياتك :) سيحسن ذلك مزاجك بكل تأكيد.

5- المرونة، من يتمتع بها هو أقدر على التعامل مع التغيرات المفاجئة والإنخراط في المجتمع وتجاوز الأحداث السلبية بسرعة أكبر، ولكي تمتلك المرونة فعليك أن تنظر لنفسك بعين الرضا، وبأن تكون واثقا، وايجابيا وأن تتمتع بحس وإدراك عالى لما يحدث في حياتك.

6- العقل المتزن، ينتج عنه جسم متزن، العديد من الوسائل من شأنها أن تساعد على تهدئة العقل وتمتعه بالسلام والسكينة، مثل التأمل وممارسة تمارين التنفس العميق، فهي تساعد على توجيه الأفكار نحو الإيجابية ومع الوقت من الممكن أن تتطور هذه المهارة فيستطيع الشخص التحكم بأفكاره ومشاعره بسهوله تامة وبغض النظر عن مدى صعوبة الظروف من حوله. يجدر بنا هنا أن نذكر أن ممارسة لشعائر الدينية هي بكل تأكيد من أفضل طرق الوصول إلى التوازن العقلي والجسدي.

7- اعتن بنفسك. فمن غير الممكن أن تكون حالتك النفسية جيدة في وقت تعاني فيه من مشكلات ناتجة عن سوء العناية بجسدك، فالتغذية، وممارسة الرياضة والإمتناع عن التدخين والمواد الضارة هي بكل تأكيد عوامل أساسية لضمان صحة جسدك وبالتالي تعزيز صحتك النفسية.

مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية

ندى عمار 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق