الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

لا بديل عن المياه الطبيعية ولا حتى المياه الغازية

أصبحنا جميعا نعلم مدى أهمية شرب المياه بكميات كافية يوميا للمحافظة على صحتنا، ولكن تجد بعض الأشخاص يعانون من صعوبات في تبني عادة شرب الماء بشكل منتظم إما لأنهم لا يحبون طعم المياه، أو لعدم شعورهم بالعطش، أو ظنا منهم بأنهم يعوضون النقص الحاصل في أجسامهم من خلال شرب العصائر والقهوة والشاي والمشروبات الغازية.

لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد بديل عن المياه الطبيعية، لأن التركيبة التي أوجدها الله عليها ومحتوياتها من العناصرالمعدنية الهامة بنسب هي غاية في الدقة،  جعلت منها الأكثر صحية وفائدة وأمانا لأجسامنا. وببساطة فإنه ليس من الممكن تصنيعها في المختبرات أو إنتاج بديل لها.

ولكن مع مرور الزمن أصبحت المياه الغازية تحتل مرتبة عالية من حيث الإستهلاك وأصبحت أكثر انتشارا بين الناس، خاصة بوجود الإعتقاد السائد بإنها تغني عن شرب المياه الطبيعية أو بأنها بديل صحي أفضل من المشروبات السكرية أو الغازية.

وهنا أود أن أوضح بعض النقاط والفروقات بين المياه الطبيعية والمياه الغازية:

- المياه الغازية هي عبارة عن مياه مصنعة ومعلبة يتم خلطها تحت ضغط عالي بغاز بثاني أكسيد الكربون وإغلاقها بإحكام مما يعطي المياه القوام والشكل الذي يشبه للمشروبات الغازية، ويمنحها أيضا الطعم اللاذع الذي يجده البعض مميزا ومنعشا، يروي عطشهم ويمنحهم شعورا جيدا. تم تصنيع هذه المياه في محاولة لإيجاد منتج مشابه للمياه الغازية الطبيعية، والتي تحتوي على مجموعة من العناصر تمنحها خصائص علاجية، فقام المصنعون بإضافة الغاز وعدد من العناصر مثل (الكالسيوم، البوتاسيوم، الصوديوم، الفلورين، الكلوريد، السيليكون وغيرها) وبيعها على أساس أنها مفيدة للصحة تماما مثل المياه الغازية الطبيعية وبأنها تساعد على - تخفيض الكولسترول، الوقاية من أمراض القلب، علاج مشاكل عسر الهضم ومنع تكاثر البكتيريا الضارة في الجسم وبالتالي تقوية الجهاز المناعي - هذه الخصائص هي صحيحة في حال شرب المياه الغازية الطبيعية، لكن الأبحاث لا تزال قائمة لتأكيد ما إذا كانت المياه الغازية المصنعة هي أيضا تتمتع بتلك الخصائص العلاجية أم لا.

- بعض الباحثين حذروا من كثرة استهلاك المياه الغازية المصنعة وذلك لتأثيرها على إضعاف القشرة الخارجية للأسنان (المينا) والتي تحميها من التسوس، وبالتالي فهي غير آمنة تماما، في حين أن المياه الطبيعية لا تسبب أي ضرر لصحة الأسنان.

- الكثير من الأطباء ينصحون بتجنب المياه الغازية المصنعة وذلك لأنها تؤثر على صحة الجهاز الهضمي وعمليات الهضم في الجسم (وهو عكس ما يظنه البعض من أن شربها بعد الوجبه مباشرة يساعد على تحسين الهضم)، فهي لاحتوائها على غاز ثاني أكسيد الكربون لا يتم امتصاصها بسهولة كما هو الحال في المياه الطبيعية فضلا عن أن هذا الغاز هو غير ضروري إطلاقا لأي من العمليات التي تتم في أجهزة الجسم المختلفة، هذا العنصر لا يمثل أي فائدة للجسم،  واستهلاكه بشكل كبير قد يتسبب بأضرار سلبية على الصحة بشكل عام.

- المياه الطبيعية تساعد في عملية إزالة السموم من الجسم أو ما يعرف بال Detoxification  والذي لا تستطيع المياه الغازية المصنعة مساعدة الجسم على القيام بها وبالتالي تقل مقدرة الجسم على التخلص من المواد الضارة.

- استهلاك المياه الغازية المصنعة على المدى البعيد قد يتسبب في جفاف الجلد، مشاكل في البصر، جفاف الشعر، زيادة الشعور بالتعب، وانخفاض مستويات الطاقة في الجسم، والتي تعتبر جميعها أعراضا لحدوث خلل في عمل الأنظمة الداخلية للجسم.

نحن نعلم بكل تأكيد من أن المياه الطبيعية لا يمكن أن تسبب أي أذى أو ضرر للجسم، بل إن شربها بالكميات المطلوبة يساعد في تنظيم الوزن، التخلص من الفضلات والسموم، ترطيب الجلد، تحسين الهضم وغيرها من الفوائد الهامة والضرورية لصحة أجسامنا.

ختاما، حتى وإن كانت بعض الأبحاث عن أضرار المياه المصنعة غير مثبتة 100%، أنا أعتقد أنه من الذكاء الإلتزام دائما بما هو أمن 100% وتجنب ما لا يزال عليه علامات استفهام وتجارب وأسئلة لم تتم إجابتها، فنحن عندما نتحدث عن الصحة فإنه من غير المنطق أن نجعل أجسامنا وحياتنا تحت التجربة إلى حين أن يثبت الضرر. لذلك اشربوا المياه الطبيعية وبذلك تكونوا قد تجنبتم الحيرة والقلق والأضرار المحتملة وستكون أجسامكم سعيدة وصحية بإذن الله.

"كل ما أوجده الله للإنسان فهو آمن وعلينا جميعا أن نجعل من هذه النعم والخيرات أساسا لحياتنا، فنركز بشكل أساسي في نظامنا الغذائي على ما هو طبيعي ونبتعد قدر المستطاع عما هو مصنع وما هو نتاج الآلات، فما خلقه الله هو أفضل بكثير مما صنعه الإنسان".

مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية

ندى عمار












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق