من أنا؟ تعرف على ندتايزر


"نحن لا نعيش حياة واحدة، بل نعيش العديد من الحيوات بين الولادة والموت: هناك حياتنا كأطفال، حياتنا عندما نكبر، حياتنا عندما نتعلم ونتعمق في العلم، حياتنا عندما نعمل، وحياتنا عندما نلتقي بنصفنا الثاني ونصبح آباء وأمهات، حياتنا عندما ندرك الغرض من وجودنا والأجمل من ذلك كله هي تلك الحياة التي نعمل فيها ما يحقق هذا الوجود" ميتش آلبوم - مقتبس كتاب تحلى بالقليل من الإيمان.

الحياة الأولى...بداية الحلم

لا زلت أذكر ذلك اليوم الذي سمعت فيه للمرة الأولى أخصائية تغذية تتحدث في أحد البرامج على التلفاز، ولم أكن حينها قد أنتهيت دراستي الثانوية بعد، وبالرغم من أنني لم أفهم كثيرا مما قالت إلا أنني جلست كالمسحورة أستمع وأنا في غاية الإستمتاع والإنبهار، وعندما انتهت الفقرة المخصصة للصحة ذهبت مسرعة إلى أمي وقلت لها "أريد أن أكون أخصائية تغذية"!!! 

وفعلا درست دبلوم الغذاء والتغذية لأنني أردت أن أساعد الآخرين ليعيشوا حياة صحية وأردت أن أرسم البسمة على وجوه الأشخاص الذين يسعون إلى فقدان الوزن ويعانون من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، ببساطة أردت أن أكون شخصا يحدث تغييرا في هذا العالم!

الحياة الثانية...البحث عن الذات

عملت لعدة سنوات كأخصائية تغذية وكان يقتصر عملي بشكل كبير على مساعدة الأشخاص الذين يحاولون التخلص من الوزن الزائد وفي بعض الحالات النادرة بعض الأشخاص الذين يحاولون اكتساب الوزن لأنهم يعانون من نحافة شديدة، وكانت دائما جلسات الإستشارة التي أقدمها تعتمد بشكل أساسي على تقديم خطط وجبات الطعام المعدة على أساس الوزن والعمر والطول وتحديد السعرات الحرارية اللازمة للوصول إلى الوزن المثالي، لكنني وبعد فترة بدأت أشعر بأن هناك شيئا ما ينقصني! فمن غير المعقول أن يكون الطعام هو وحده المسؤول عن المشاكل الصحية العديدة التي يعاني من الناس هذه الأيام، هناك بالتأكيد عوامل أخرى تساهم في تكوين هذه المشكلات وكوننا لا نشخص المشكلة الأساسية بالشكل الصحيح ولا نعمل على حلها فإننا فقط نقدم نصائح للتعامل مع أعراض المشكلة تماما كمسكن الألم الذي يتناوله الشخص دون أن يعرف السبب. 

الحياة الثالثة...الطموح

من هنا بدأ اهتمامي في التغذية الشمولية والطب التكميلي وعلم الطبيعة الذي يعتمد على كل ما هو طبيعي لتحقيق الشفاء يزداد يوما بعد يوم، وفي تلك الفترة كانت "مريم نور" حديث الناس ودائما ما تسمع عنها أو تراها على شاشة التلفاز، وكانت هي البوابة التي أدخلتني إلى هذا العالم الساحر والذي أحب أن أسميه (عالم العافية).

انتقلت بعدها للعمل مع الدكتور يوسف البدر في عيادته للماكروبيوتك في الكويت وتعلمت منه أن عالم الصحة واسع ولا يقتصر فقط على الإهتمام بالغذاء فهناك عوامل كثيرة تؤثر فينا وهي مترابطة مع بعضها البعض ولا يمكن فصل أحدها عن الآخر وأن نظرتنا للإنسان يجب أن تتغير فلا يمكننا أبدا أن نعالج الجسد متجاهلين العقل والروح وكان ذلك من أروع المفاهيم التي تعلمتها في حياتي ولا زلت أحيى بها حتى اليوم. ومن ثم انتقلت للعمل في عيادته نيو لايف ستايل في دبي حيث عملت مع الدكتور افتخار السيفي وأنا أعتبره بمثابة الأب الروحي فهو من علمني الكثير عن عالم الماكروبيوتك الواسع وطرق العلاج البديلة، والعلاج بالغذاء المتوازن، كما عملت أيضا مع عدة أخصائيين في مجالات عديدة منها (الهوميوباثي أو ما يعرف بالعلاج بالطاقة الحيوية وكذلك العلاج بالألوان والعلاج بالأعشاب).

الحياة الرابعة...تطور الحلم

مع مرور الزمن تغيرت نظرتي وبدأت أشعر بمسؤولية أكبر تجاه من حولي ولم يعد يكفيني أني تعلمت ولا زلت أتعلم الكثير من خلال العمل والقراءة والإطلاع، بل أصبحت أسعى لأن أشارك غيري بهذه المعرفة وأنشر الوعي والمفاهيم الصحيحة حتى تعم الفائدة وتصل لأكبر عدد ممكن من الناس. 

كانت تلك هي البذرة لمدونتي ندتايزر عن الصحة والعافية أقدمها لكم وفيها خلاصة ما تعلمته إضافة إلى مواضيع أطرح فيها آرائي وأفكاري بين أيديكم وكلي أمل بأن تجدوا فيها ما يفيدكم ويساعدكم على التغييروتحقيق أمانيكم.

مع تمنياتي لكم بالسعادة بدوام الصحة والعافية

ندى عمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق