السبت، 15 نوفمبر 2014

القهوة....إدمان من نوع آخر!

"إذا زاد الشيء عن حده، إنقلب ضده".

مثل ينطبق على الكثير من الأشياء في حياتنا، وخصوصا من الناحية التغذوية، أي فيما يتعلق بتناول الأطعمة والمشروبات بشكل زائد عن الحاجة.

القهوة ليست استثناء لهذه القاعدة بل على العكس هي دليل على صحتها، خاصة في وقت أصبح فيه معظمنا يلجأ لشرب القهوة ونقصد هنا ( القهوة التي تحتوي على الكافيين) بكثرة ليعوض عن نقص ما مثل:
-  الحاجة إلى الشعور باليقظة وإزالة آثار التعب والإرهاق الناتج عن عدم الحصول على الكفاية من النوم.
 - الحصول على طاقة فورية وتركيز ونشاط للقيام بعمل معين،  والتغلب على بالكسل وعدم الرغبة في بذل مجهود والذي قد يكون نتيجة نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة الرياضة.
- تخفيف التوتر والضغط  النفسي الذي قد يواجهنا في حياتنا اليومية، كبديل للتعامل مع الموقف، يلجأ العديد لاستهلاك المنبهات أو التدخين.

وأيّا كان السبب في الإستهلاك المفرط للقهوة، فإنه من الضروري معرفة التأثيراث الصحية الناتجة عن هذا الإستهلاك. فالقهوة تتربع على لائحة المشروبات المنبهة الأكثر نسبة في احتوائها على الكافيين، وكنتيجة طبيعية لذلك فإن إدمانها هو الأكثر انتشارا وتأثيرا بين المشروبات الأخرى. 

"أن تناول الكافيين بحدود طبيعية يجعلنا نجني فوائده، و العكس تماما في حال الافراط في تناوله نكون معرضين للكثير من الأمراض و المشاكل الصحية و النفسية في الكثير من الحالات، و يرى المختصون أن جرعة ما بين 200 ملغ إلى 500 ملغ يوميا تعد كافية لجني الفوائد و عدم التعرض للخطورة، أما الجرعة التي تزيد عن ذلك فهي ما قد يعرضنا للمشاكل".

والجدير بالذكر هنا أنه وبالرغم من تحديد الكمية الموصى بها من الكافيين يوميا، إلا أن ذلك التقدير يعد عاما، فالأجسام تختلف في استجابتها لمادة الكافيين، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية لأعراض الافراط في تناولها، حتى و إن لم يتعدوا الحد الأعلى من الأستهلاك، والعكس كذلك قد يكون صحيحا، لذلك فإننا يجب أن نلاحظ بأنفسنا مدى تأثرنا بالكافيين، كما أن معدل الكافيين المسموح به يعتمد على عوامل كثيرة مثل الوزن ومؤشر كتلة الجسم و العمر وغير ذلك، مما يجعل كمية الكافيين الأمنة أمر شخصي يختلف من جسم إلى أخر.

أعراض إدمان الكافيين:

تغير جدول النوم الزمني، الإصابة بالصداع النصفي الشديد و التعب الدائم، الإصابة بحالات الاكتئاب بمختلف درجاته، الأرق، حرقة وآلام المعدة، تسريع نشاط القلب، وهشاشة العظام، الإصابة بسرطان الثدي. 
ويمكن للشخص معرفة ما إذا كان يعاني من إدمان الكافيين بملاحظة الأعراض التي تظهر بعد التوقف عن تناول السوائل التي تحتويها مادة الكافيين والتي تتمثل بالشعور بالتوتر والتهيج والنعاس وبألم في الرأس.                                                                                                                                                                                                       كيف نتخلص من عادة إدمان الكافيين؟

- المحافظة على توازن معدل السكر في الدم:  فالتغير المفاجئ وحدوث خلل في هذا التوازن غالبا ما ينتج عنه الشعور بالتعب والإرهاق وبالتالي اللجوء إلى القهوة أو غيرها من المشروبات المنبهه للتخلص من هذا الشعور. ومن الأسباب الرئيسية لعدم انتظام معدل السكر في الدم هو سوء تنظيم الوجبات وتناول الأطعمة السكرية بكثرة وقلة تناول الطعام وتجاهل وجبة الإفطار.  الحل في هذه الحالة هو تحديد مواعيد منظمة للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأطعمة التي تحتاج إلى وقت طويل لهضمها وبالتالي فإن الشعور بالشبع الناتج عن تناولها يدوم فترة أطول مثل (النشويات المقعدة والأطعمة الكاملة والبروتينات).
- الرياضة: إن ممارسة الرياضة ترفع معدلات الطاقة في الجسم فيشعر الشخص بالنشاط والحيوية لفترة طويلة من وقت ممارستها مما يقلل من رغبة الشخص في تناول مواد منبهه. خصص وقتا لممارسة أي نوع من أنواع الحركة وإن كان لمدة 20-30 دقيقة يوميا فتلمس الفرق في معدلات نشاطك وسيساعد ذلك على التغلب على التوتر وتصفية الذهن والشعور بالسعادة.
- اعط لجسمك حقه من النوم والراحة، فذلك سيجعلك أقل حاجة إلى الكافيين في الصباح عندما تنال كفايتك من النوم خلال الليل.
التوقف أو التقليل التدريجي:
ليس عليك أن تقوم بالإمتناع عن تناول القهوة في يوم وليلة، فكما قلنا سابقا أن القهوة بحد ذاتها ليست مضرة ولكن كثرة استهلاكها هو ما يجعلها كذلك، هذه الخطوات قد تجعل المهمة أسهل بالنسبة لك:
- انتبه لعدد المرات التي تتناول فيها القهوة يوميا (الحد المسموح من 2-3 مرات) على حسب مدى تركيز الكافيين في القهوة، فإذا كنت ممن يشربون القهوة 5 مرات مثلا فاجعل لنفسك هدفا بأن تقلل فنجانا أو فنجانين في اليوم الواحد.
- إذا كان تركيز قهوتك عاليا من الكافيين، جرب أنواعا أخرى تقل في محتواها وذلك في محاولة لتخفيف نسبة الكافيين المستهلكة يوميا.
- إن ايجاد البدائل الأخرى للقهوة قد يكون مفيدا جدا في الحد من استهلاكها، فالأكثار من تناول الماء وشرب شاي الأعشاب أو العصائر الطازجة وغيرها، مفيد جدا في تخفيف الرغبة بتناول القهوة. 


مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية

ندى عمار 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق