الأحد، 19 أكتوبر 2014

المحليات الصناعية وتأثيرها على الصحة والوزن؟

هل تؤثر المحليات الصناعية على صحتنا بشكل سلبي؟ هل تسبب كثرة تناولها الأمراض؟ وهل هي البديل الأمثل عن السكر الطبيعي؟ هل تساعد فعلا على خسارة الوزن؟ 



يلجأ الكثير من الأشخاص لاستخدام المحليات الصناعية عندما يتبعون حمية لتخفيف الوزن، ظنا منهم أنهم بذلك يقللون من السعرات الحرارية المستهلكة مما سيسهل عليهم خسارة الوزن الزائد.

لكن في الواقع فإن المحليات الصناعية - على العكس تماما مما نظن - تؤدي إلى زيادة الوزن، وتؤثر في الوقت نفسه على صحة الأسنان وصحة الأمعاء عن طريق تعطيل عمل البكتيريا النافعة وإحداث خلل في معدلات السكر في الجسم (فهي تؤدي إلى رفع السكر في الدم بصورة كبيره ولكن لفترة قصيرة جدا، يتبعها إنخفاض سريع في معدلات السكر مما ينتج عنه التعب والإرهاق والإحساس بالجوع والرغبة في تناول السكر مرة أخرى وبكميات كبيرة وهو ما يسمى Sugar Craving)، والذي يمكن القول بأنه وجه آخر للجوع الكاذب أو الوهمي (الرغبة في الأكل دون وجود حاجة حقيقية في الجسم للطعام أو الطاقة)، هذا بحد ذاته قد يجعل الشخص غير قادر على تمييز أعراض الجوع الحقيقي، التحكم في شهيته أو حتى اتخاذ القرارات الغذائية السليمة لأنه يكون في حاجة ماسه لرفع معدل السكر في الدم فيلجأ غالباً إلى المواد الغذائية التي تزوده بالسكر(الوجبات الخفيفة، الحلويات، السكاكر، المشروبات الغازية) والتي غالباً ما تكون فقيرة في محتواها الغذائي وغنية بالسعرات الحرارية الفارغة.

 النتيجة الحتمية لكل ما سبق هو أن يصاب الشخص بالإلتهابات ومشاكل الهضم و من الممكن أيضا أن يطور جسمه مع مرور الوقت حساسية تجاه الكلوجوز، وهذه الأعراض مجتمعة هي الوصفة المثالية للإصابة بمرض السكري والسمنة المفرطة.

ما هو الحل؟

إن الفهم الصحيح لمدى تأثير المواد المختلفة التي نتناولها على صحتنا هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح نحو صحة وحياه أفضل، يتبع ذلك التطبيق العملي بحيث يتجنب الشخص تلك المواد الضارة أو يقلل قدر الإمكان من إستهلاكها ويقوم بالبحث عن البدائل الطبيعية المفيدة للجسم والتي تخدم أهدافه الصحية وأيضا لا تعرقل سعيه وراء الحصول على وزن مثالي.

من الحقائق الهامة التي لا يعلمها العديد من الأشخاص هو أننا فعليا لسنا بحاجة لإضافة السكر بأي شكل من أشكاله إلى نظامنا الغذائي اليومي، فأجسامنا تستمد حاجتها من الطاقة الناتجه عن هضم المواد الغذائية المختلفة والتي يحولها الجسم إلى صورة مبسطة من السكر (الجلوكوز) ليستطيع القيام بالمهام المختلفة، على سبيل المثال فإننا نحصل على السكر بصورته الطبيعية الموجودة في الأطعمة مثل الفاكهه، الحليب، وكذلك الكربوهيدرات أو النشويات (يفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة). 

ولكن كون تناول السكر هو عادة غذائية نشأ عليها العديد من الأشخاص منذ الصغر وأصبحت جزءً لا يتجزأ من نظام حياتهم  فإن التحول المفاجئ إلى نظام غذائي لا يحتوي على السكر المضاف نهائيا قد يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لهم، لذا كان من الضروري والمنطقي التدرج في التغيير حتى نصل إلى أهدافنا: 

- إبدأ من حيث انت وبحسب المرحلة التي تعيشها فإذا كنت ممن يتناولون المحليات الصناعية بكثرة، قلل من تناولها وإبدأ بإضافة السكر الطبيعي، وقلل من المواد الغذائية التي تدخل المحليات في تصنيعها.

- ابحث عن بدائل طبيعية أفضل عند شعورك بالحاجة إلى السكر مثل تناول الفاكهه الطازجة (الموز، الفراولة، الكرز، المانجا) أو تناول التمر أو شراب العسل.

- عود نفسك على التفريق بين الرغبة في الأكل والحاجة إلى الأكل، لا تبدأ بتناول الطعام لمجرد أنك تشتهيه، في بعض الأحيان يكون هذا الشعور هو مجرد إنذار خاطئ يزول بعد مرور القليل من الوقت، كن صبورا وتعلم العلامات الحقيقة للجوع.

- تناول نظام غذائي متوازن مع التركيز على الخضراوات والفاكهه والأطعمة الكاملة وشرب الماء وممارسة الرياضية يوميا هو الحل الأمثل للحفاظ على صحتك وضمان نزول الوزن دون الحاجة للجوء لمواد مصنعة غير طبيعية ضررها اكبر من نفعها.




مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية

ندى عمار





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق