الأحد، 5 يونيو 2016

الصيام والديتوكس - نظف جسمك وجدد حياتك (الجزء الثاني)

"في الصيام طهر لقلوبنا و صفاء لأرواحنا وصحة وعافية لأجسادنا , ونقاء لضمائرنا وقرب من خالقنا وبارئنا , فالصوم جامعة روحية كبرى فيها يتخلص العبد من كل ما علق به من أمراض و علل و أسقام  جسدية كانت أو روحية, فيها يتخلق العبد بالأخلاق الكريمة و العواطف النبيلة , شعاره الحلم و العفو والصفح و كتم الغيظ , و الانفاق و البذل و العطاء , الذي هو ديدن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم و الذي هو كمال الايمان وتمام الاسلام ."
الصيام هو أحد طرق نتنظيف الجسم وإزالة السموم، هو هدية للجسد والروح، ومن خلاله يشعر الجسم بصحة جيدة، حين يتخلص من السموم التي تراكمت فيه، والتي يسبب عدم التخلص منها نشوء عدة أمراض ومخاطر صحية. فلماذا يحتاج الجسد لإزالة السموم؟
نحن نعيش في زمن تطورت فيه العادات الغذائية، واختلط فيها الحابل بالنابل، فلم نعد ندرك طبيعة الأطعمة المتناولة وما تحتويه من مركبات يمكن أن تضر بالجسم. غير أننا أدمنا على ممارسة بعض الامور الروتينية مثل تدخين السجائر، وتناول البذور بكثرة أثناء وقت الفراغ. كما أن أجسادنا تتعرض للضغط نتيجة تناول مواد غير ضرورية كالمواد الكيميائية والمصنعة والتي تضر في صحة الجسم وتضعف نشاطه.
وقد اتفقت العديد من الثقافات العربية بان الصوم، أي الإمساك عن المفطرات في ساعات وأيام معينة قد حددت وفق الديانات السماوية ، وما تتبعه الطوائف الدينية قد يساعد على تنظيف الجسم من السموم، وتحديدا في فصل الشتاء حيث تتراكم الدهون في أجسامنا وتصبح الحاجة حينها للتخلص منها ضرورة صحية. فيقوم الجسد بالتخلص من الدهون التي تغطيه لإنعاش الخلايا الجلد، وإعادة الحيوية لإنعاش الخلايا والجلد، وزيادة مستوى الطاقة في الجسم. وبحسب الطب الصيني والطب البديل، فان تنظيف الجسد من السموم هو أمر مهم ومفيد في الحياة اليومية.

تنقية الجسد وتحسين النفسية

ويشير هذا المفهوم الى أن نظافة الجسد توصلك الى نظافة الروح. فان عملية تنظيف الجسم من السموم في فترة الصيام، قد تاخذ تفسيرات متنوعة فيما يتعلق في تنقية الروح والجسد وكرحلة روحية متكاملة. فالتخلص من السموم المتراكمة في أعضاء الجسم والتي تتركز فيها المواد الكيميائية الضارة في الكبد والكلى والمرارة وبين الأنسجة أيضا، هو أمر مفيد للجسد وتراكمها قد يسبب الضرر، بجانب تنظيف الجسم من السكريات والدهون الزائدة غير الجيدة.
شهر رمضان هو فرصة للتخلص من السموم ويمثل فترة مثالية ومناسبة للتأمل في أجسادكم. جميع عمليات الهضم في الجسم تتغير بسبب عملية التنظيف، والوتيرة الداخلية تتغير أيضا وتتنشط الروح وتزيد الطاقة لدى الشخص.
وأثناء عملية تنظيف الجسم من السموم، ينفصل الانسان عن حياته اليومية، ويلاصق الطبيعة، ويسمح لنفسه بإجراء عملية التنظيف بعيدا عن العادات الخاطئة والأنظمة الغذائية الضارة.

البدء بحياة نظيفة

لن يغير الجميع نمط حياتهم مباشرة بعد عملية التخلص من السموم. أغلب الاشخاص يعودون لتناول الطعام كما اعتادوا من قبل وتناول نظام يشمل اللحوم، والدجاج، والأسماك ومنتجات حليب البقر. لكن بشكل طبيعي، سيستغرق ذلك القليل من الوقت. الهدوء الذي يدخله الجسم، والإحساس بالنظافة، جلد الوجه الفاتح والمضاء- تجعل الأشخاص يريدون أكثر بأي حال، المهم جدا هو الحفاظ على عودة متوازنة جدا للحياة السابقة.

فوائد الصيام:

1- الفوائد الروحية:

الصوم يعود الصبر و يقوي عليه , ويعلم ضبط النفس , ويوحد في النفس ملكة التقوى ويربيها فيخاف الانسان ربه ويراقب مولاه في السر و العلن ويعمل بكتاب الله ويقتدي بسنة رسول الله.

2- الفوائد الإجتماعية:


يعود النظام و الاتحاد و حب العدل و المساواة , و ايجاد عاطفة الرحمة , وتنمية روابط الألفة و المسارعة الى الاحسان و التسابق الى الخيرات, وصون المجتمع من الشرور و المفاسد. 
فالصائم حين يكف نفسه من ضروريات الحياة , يدرك مايعانيه الفقير المحروم من الجوع و الحرمان, وما يشعر به البئس و المحتاج من الفاقة و العوز, فترق نفسه وتفيض بالحنان والعطف ويلين قلبه فيتفجر بالجود والسخاء, ولذلك فان أفضل الصدقة صدقة رمضان.

وقد جعل الله رمضان وقتا لإفاضة الخير والبر على عباده أضعاف مايفيضها في غيره, فكانت الصدقة فيه أعظم اجرا وأكثر ثوابا منها في غيره.


3- الفوائد الصحية:

من الفوائد الصحية للصوم تطهير الأمعاء و اصلاح المعدة, و تنظيف البدن من الفضلات و الرواسب, وتخفيف السمنة وثقل البدن بالشحم.

وقال صلوات الله وسلامه عليه, وهو ينطق بالحكمة وكعنوان للحفاظ على صحة الابدان و الأنفس عن المقدام بن معد يكرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه ويلم يقول : ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه, بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه, فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه, وثلث لنفسه).


والصوم وقاية لكثير من الأمراض البدنية المستعصية التي تفتك ببني الانسان مثل التخمة وضغط الدم, وتصلب الشرايين و السكر وتضخم الكبد و الطحال و اضطرابات الأمعاء المزمنة والتهاب الكلى الحاد وأمراض القلب...الخ.

أما الامراض التي يمكن علاجها من خلال الصيام، فهي:
– تعزيز الجهاز المناعي: افادت بعض الدراسات الحديثة أن الصيام يمكن أن يجدد نشاط الجهاز المناعي بأكمله حتى لدى كبار السن، اذ ان تجويع الجسم يحفز الخلايا الجذعية على تجديد خلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى.
– مكافحة الشيخوخة: اذ ان التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام
– خفض ضغط الدم: حيث يساعد على التقليل من خطر تصلب الشرايين وانسدادها من جزيئات الدهون، فيقوم الجسم باستخدام مخازن الدهون لإنتاج الطاقة.
–السمنة:  فساعات الصيام الطويلة تمنح الجسم فرصة للتخلص من الدهون المتراكمة والبد بخسارة الوزن شرط اتباع نظام غذائي متوازن بعد الافطار.
– أمراض المعدة: يحظى الجهاز الهضمي براحة خلال شهر رمضان، ومن امراض الجهاز الهضمي التي تخف وطأتها خلال الصيام ثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن.
– الوقاية من الأورام: وذلك من خلال مساعدة الجسم على إزالة الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم التي لا تتوفر لها المواد الغذائية المساعدة على النمو وبالتالي تكون أكثر عرضة للتحلل الذاتي.
– بعض الخبراء يؤكدون أن الصوم يمكن أن تعزز الشفاء من أمراض التهابات الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي.
أسأل الله أن يشفي المرضى ويقينا من الأسقام ويتم علينا نعمة الصحة والعافية.
ندى عمار 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق